بين الخيول والإنسان علاقة ممتدة الأصول. خاصة بعد أن أصبحت الخيول مستأنسة، وتم الاعتماد عليها كوسيلة مهمة للنقل والعمل والرفقة في الحياة اليومية.
وبسبب صفاتها الفريدة والمُمًيٍزة لها، أصبحت الخيول واحدة من الثدييات القليلة التي تستطيع أن تبني علاقات قوية وعميقة وشديدة العاطفة بينها وبين البشر.
إذا كنت تفكر في أن تنضم إلى الملايين ممن سبقوك في تجربة اقتناء الخيول، فعليك أن تسأل نفسك أولا:
هل أنت على استعداد بالالتزام بتحمل مسؤولية الاعتناء بالخيل؟
مثل أي حيوان أليف، الخيول تحتاج الاهتمام والرعاية، مثلها مثل أي حيوان كبير ، تحتل مرتبة عالية في فئة المسؤولية. إن الخيول تحتاج إلى وقت و جهد للرعاية أكثر كثيرا من الكلاب والقطط وأسماك الزينة.
لذا عليك قبل أن تمتلك حصاناً، أن تكون واثقا من التزامك تجاهه بالوقت والرعاية وأن تتوافر لديك القدرة المادية للإعتناء به.
رعاية الخيول تتطلب بعض الجهد، تعيش الخيول أعمارا طويلة خاصة في حال حصولها على التغذية والرعاية الصحية الجيدة. فمن المعتاد أن تحيا الخيول بشكل صحي لأكثر من 20 أو 30 عاما، بوضع هذا في الاعتبار، هل أنت مستعد للالتزام بتقديم متطلبات تربية الخيول من وقت و جهد و مال مدى الحياة؟
بالإضافة إلى أن تكلفة امتلاك حصاناً قد تتضاعف بشكل سريع. بالمقارنة مع الحيوانات الأليفة والماشية الأخرى ، فإن امتلاك حصان أمر مكلف إلى حد كبير.
والآن دعنا نلقي الضوء على بعض المتطلبات اللازمة ومستويات المسؤولية التي يجب أن تضعها في الحسبان إن كنت تتطلع لامتلاك حصانا.
الخيول تحتاج إلى تكريس الكثير من الوقت للعناية بها
تحتاج الخيول إلى الرعاية اليومية بغض النظر عن ظروف الطقس أو العطلات أو جدول أعمالك. وبالرغم من أنك لن تقوم بقضاء كل وقتك بجانب حصانك الجديد، إلا أنه يحتاج منك إلى الالتزام و تكريس الوقت له، ويجب أن تجد طريقة لتخصيص له مكانا في خطتك اليومية و جدول مواعيدك. عليك أن تقدم الكثير من الوقت لحصانك وأن تقوم بالواجبات اليومية له كالقيام بالتمارين، وتغذيته، و تنظيم فحص طبي دوري مع الطبيب البيطري، والاهتمام بنظافة الأكشاك، ولا تنسى طبعا طلبية التبن.
بمتابعتك لكل قصص الحيوانات الأليفة على وسائل التواصل الاجتماعي، سوف تقرأ منشورات أصحاب الخيول عن طقوسهم اليومية في الأسطبل، وتجد أنها لا تخلو عادة من تطبيق جداول التغذية المتخصصة، و تقديم الرعاية البيطرية الرائعة، القيام بالتدريب، القيام بجلسات متخصصة وجلسات تنظيف دقيقة، ، زيارة الطبيب البيطري، التأكد من صيانة المضمار على أحسن وجه، إلى ما يماثل خدمة ترتيب السرير في الفحص الأخير قبل النوم.
بالطبع، قد يكون قرار صائب لتخفيف من هذه المسؤولية، فإن اسطبلات ركوب الخيل تقدم الرعاية والصيانة اليومية اللازمة للحصان و الكشك الذي يقيم به.
بخلاف أن الاحتفاظ بخيلك في اسطبل خاص بممارسة رياضة الخيل يوفر لك الكثير من الوقت والجهد اللازمين لرعاية الحصان، لكن كل شيء له ثمن، فهذه الراحة والسعي للخدمة الكاملة اليومية بالتأكيد ستكلفك الكثير من الريالات شهريا.
كن على دراية بالتكاليف المصاحبة لإمتلاك حصان
كلفة شراء الحصان بالتأكيد يمكن أن تكون باهظة، لكن هذا عادة ما يكون هو أقل عبء مادي تتكبده عند امتلاكك حصاناً، فعلى أصحاب الخيول المستقبليين أن يكونوا على دراية كامل بالتكاليف المادية التي تنتظرهم.
تختلف أنواع النفقات بسبب تنوع استخدامات الخيل وطريقة إدارتها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، من النفقات المتوقعة، رسوم الإقامة في إسطبل مخصص للخيول، ثمن الأعلاف، فواتير زيارات الطبيب البيطري الدورية، تكلفة صيانة المضمار و تكاليف العناية بالحوافر، ثمن معدات الركوب…
وبالرغم من أن رسوم الرعاية البيطرية هي العبء المادي الأكبر على أصحاب الخيول عند حديثهم عن الأعباء المادية لتربية الخيل، إلا أنه في نفس الوقت من الممكن لبعض الخيول أن تمضي ربما عشر سنوات دون الحاجة إلى زيارة الطبيب البيطري، بخلاف الزيارات الروتينية لتلقي اللقاحات وتقويم الأسنان. و لكن في حال إذا كان حصانك بحاجة لرعاية بيطرية، هذا يعني أنك قد ينتهي بك المطاف بإنفاق ثروة صغيرة على علاجه. معظم الخيول معرضة للمغص ، وبعضها قد يصاب بالعدوى ، والبعض الآخر عرضة للحوادث.
"الخيول تموت بسهولة من أي شيء أساسًا" هكذا يزعم جاري البيطري.
وبالرغم من كل هذا لا شك في أن بالنسبة لأصحاب الخيول فإن المشاعر والعلاقة العاطفية التي يحصلون عليها من صداقة الخيول تستحق بذل الجهد والوقت والمال.
الفوائد العاطفية من العلاقة بينك و بين حصانك تستحق تماما كل ما تبذله من طاقة و مال!
بالنسبة لمعظم مالكي الخيول ، عادة ما تكون الفوائد العاطفية وحدها تستحق التكلفة والوقت. فهم يصرون أن الروابط التي تنشأ بينهم و بين خيلهم مجزية للغاية من الناحية العاطفية لهم و للخيل على حد سواء.
نحن لدينا الكثير من السمات المشتركة مع الخيول حيث تشترك الخيول في هيكل عائلي مماثل ، والقدرة على التواصل وتوصيل المشاعر و الإحساس بالتعاطف ، وتعلم الثقة ، وإظهار التوتر ، والشعور بالراحة والازدهار في الأماكن المفتوحة ، والحاجة إلى توطيد العلاقات الاجتماعية لتحيا بصورة صحية ، تمامًا كما نفعل نحن.
لدى الخيول ذكاء اجتماعي استثنائي، تشير الدراسات إلى أنها أول حيوان ثديي غير بشري معروف بقدرته على التعرف على المشاعر البشرية وتحليلها والاستجابة لها وتذكرها.
يمكن للخيول التعرف على الحالة المزاجية لأصحابها والقائمين على رعايتها من خلال تعابير وجوههم و تستطيع التفريق بين الغضب والسعادة ويزعم العديد من الفرسان أن قضاء الوقت مع الخيول له تأثير مهدئ عليهم.
لا تستطيع الخيول فهم الحالة المزاجية وتعبيرات البشر المختلفة فحسب بل يمكنها أيضا التعبير عن مشاعرها من خلال حركات آذانها وأعينها وإصدار أصوات مثل الشخير والأنين والذي ربما تعلمته عن طريق سنوات من التفاعل مع البشر فبلا شك تخلق الخيول علاقة وطيدة مع البشر باستخدام كل هذه المواهب والمهارات.
فوائد أخرى لامتلاك حصان
بالإضافة إلى حقيقة أنك تملك حصانا يعني المزيد من الفرص لممارسة الرياضة البدنية بالنسبة لك ؛مثل ركوب الحصان والعمل معه والاعتناء به كلها تدريبات رائعة.
إمتلاكك للخيل يمنحك الفرصة للحفاظ على لياقتك البدنية، والمداومة على التدريبات. كما أن امتلاك الحصان الخاص بك يضمن الاتساق في التدريب حيث إن إشارات الركوب الوحيدة التي يحصل عليها خيلك هي إشاراتك أنت فقط ، والتي تتيح لك و لحصانك النمو معًا بسرعة وسهولة أكبر مما لو كان خيلك يُركب ويُستخدم لأغراض أخرى.
.
الخيول مخلوقات خاصة مميزة، وهي واحدة من أكثر الكائنات المهيبة على وجه الأرض. فلها مهابة و عزة نفس نستطيع إدراكها من أول نظرة. تحظى الخيول بقدر كبير من الاحترام ويرجع ذلك لمكانتها لدى البشر وخفة حركتها ومظهرها الوقور و إعتدادها الواضح بالنفس.
فالخيل حيوانات ذكية ذات أجسام ضخمة و عضلات قوية مع صوت صهيل رنان يبعث الشعور بالمهابة في قلوب البشر. استطاعت عبر التاريخ أن تحظى بثقة أصحابها وأثبتت عبر التاريخ أنها خير رفيق للإنسان.