تعدّ تربية الإبل الأصيلة جزءًا أساسيًا من تراثنا وثقافتنا، فالإبل تمثل أهمية كبيرة للعرب، فهي الدابة التي قد رافقت الإعرابي و استأنسها منذ قديم الأزل. وتُعتبر الإبل مصدرًا للغذاء والألبان والجلود، وتلعب دورًا مهمًا في الاحتفاظ بتقاليدنا وقيمنا.
في هذه المدونة، سنتعرض لأفضل أنواع الإبل الأصايل وأهم مميزاتها.
أهمية الإبل الأصايل في التراث والثقافة
تعكس الإبل الأصيلة جزءًا من هويتنا الثقافية وتاريخنا، فحب الإبل هي خصلة تتوارثها الأجيال. وتتميز قطر بالفخر والاعتزاز بتربية الإبل وإقامة المهرجانات الكبيرة للتعريف بجمال الإبل ومزاينهاًالعديدة، ويعد مهرجان قطر للإبل، و الذي يقام في مدينة الشحانية، خير دليل على ذلك، فهو نقطة اتصال بين الماضي والحاضر، ونقطة التقاء عشاق الإبل ومربيها على أرض واحدة.
وبالإضافة إلى القيمة التجارية الكبيرة للإبل، حيث أن الجمل كان ولا يزال يستخدم لإنتاج اللحوم وإدرار حليب النوق الغني بالمعادن والفيتامينات والعالي في القيمة الغذائية، فالجمل كان الوسيلة الرئيسية للترحال قديما و ما زال يستخدم في التنقل في بعض البلدان الصحراوية إلي يومنا هذا،لأن الجمل سفينة الصحراء كما نحب أن نلقبه!
لماذا يُلقب الجمل بسفينة الصحراء؟
قد يظن البعض أن سبب تسمية الجمل بسفينة الصحراء هو قدرته على التحمل الظروف البيئية القاسية وحسب، ولكن هناك سببًا أقوى.
يُدعى الجمل بسفينة الصحراء نسبةً إلى طريقة سيره؛ إذ أن الإبل تحرك ساقيها في نفس الجانب في نفس الوقت، فتتمايل حركتها أثناء المشي، فتشبه في ذلك حركة السفينة إلى حد كبير.
مميزات الإبل
تتميز الإبل بالعديد من الخصال والصفات والمميزات الخارقة، فقد وهبها الله تعالى من البنيان القوي والصفات الجسدية التي تميزها عن سائر الدواب. على سبيل المثال، يتميز الجمل بحاسة سمع شديدة القوة، على الرغم من صغر حجم أذنيه. منح الله الإبل عينان واسعتان، مظللتين بصفين كثيفين من الرموش وثلاثة أجفان لحمايتها من العواصف الرملية الشديدة والأجواء غير المستقرة في البيئة الصحراوية، كما حباها الله بالقدرة على غلق أنفها أثناء العواصف. كما يستطيع الجمل حمل أوزان ثقيلة تصل إلى 180 كيلوجرام من الأحمال، بالإضافة إلى قدرته على السير لمسافات طويلة، تصل إلى 40 كيلو متر في اليوم الواحد.
ما هي أفضل أنواع الإبل الأصايل ومزاياها؟
تُعد سلالات الإبل القطرية من أكثر السلالات أصالة وارتباطا بالمنطقة في تاريخ الإبل العربية، إذ أن سلالة الإبل القطرية، أو ما تدعى بالقطريات، من أكثر سلالات الإبل ارتباطًا بقطر وتاريخها وموروثها الشعبي والثقافي. فتاريخ قطر مليء بالقصص والروايات والقصائد التي تدور حول الإبل وجمالها وأصالتها وقدراتها الخارقة، وما زال ارتباط أهل قطر بالإبل قائمًا ووثيقًا حتى وقتنا هذا.
وبحسب ما ذُكر في كتاب "الإبل القطرية"، للكاتب خالد بن غانم العلي المعاضيد ومبارك بن سلطان ضابت الدوسري ود. مروان أحمد حمادة، فإن سلالات الإبل الأصايل تعود في أصلها إلى الإبل العمانية.
وتنحصر أفضل أنواع الإبل الأصايل في ست سلالات رئيسية، وهي سلالات البويضا وعرقة والذيبة ومطرة ووحيشة والغزيل، يليها الخلاوي أو غزيلان. ومن أشهر سلالات الإبل في التراث القطري: آل مصيحة والقحيديات والسعديات والوهيبيات والدرعيات والرعايا والبواطن.
تمثل تربية الإبل الأصيلة تراثًا غنيًا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة، من خلال القراءة وتحصيل المزيد من الثقافة والمعرفة لأجل التفاني في خدمة الأبل و تقديم أفضل سبل الرعاية لها؛ بذلك يمكن للمربين تحقيق نجاح وتميز في هذا المجال.